كلنا ننطلق في الحياة
لتحقيق المطالب ونيل المكاسب
فالإنسان خلق عاملاً حارثا كما جاء في الحديث ( أصدق الأسماء حارث وهمام )
ولكن الفرق في مقاصد الحركات فمنا من يسعى لدنياه ومنا من يسعى لآخرته ،
منا من يسعى لنفسه ومنا من يسعى للآخرين ، منا من يسعى لله ومنا من يسعى لغير الله
( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .
وفي النهاية قد تتعسر المطالب وقد تتيسر بحسب إرادة الله وقدره مهما كانت همة الإنسان فإن سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار ،
ولكن من أهم أسباب النجاح في تحقيق المطالب هو الرجوع إلى الله عند نقطة الانطلاق كما قال بعض الصالحين ( من علامات النجح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات ) وذلك بتصحيح النوايا وتنقيح المقاصد فإن ذلك هو مفتاح الفوز والنجاح .
قال حمدون بن الحاج : نجح النهاية في الرجوع إلى *إلاهك في البدايـهمن أشرقت منه البدايـه ** أشرقت منه النهايهما كان في غيب السرائر** في الظواهر منه آيـهوقال عبد الله فريج :إذا مارمت أن تحيا سعيداً** وتربح في البداية والنهايهفكن بالله معتصما وثوقا **ولا لسواه تبدي من شكايهولذ بحمى رضاه مستجيرا** وقل يا رب سترك والحمايهفإنك كل ثانيـة محاط **بأخطار القضا لولا العنايهوعند التخطيط ومباشرة الأسباب يجب اعتماد قلوبنا على الله لا على النفس ، والتوكل على الخالق وليس على الخلق والأسباب ، فالأسباب محكومة بقدر الله أولاً و آخرا ، والأسباب لا تعطيك بذاتها لأنها موسومة بالضعف والعجز والفقر وإنما الذي يفتح عليك هو خالقها الموصوف بالكمال المتفرد بالخلق والتدبير ( ما تعسر مطلب أنت طالبه بربك ، وما تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك ) كما قال الله تعالى في عبدة الخلق : ( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ) ( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا )( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير ) وإذا كان أكرم الخلق وأكملهم يقول عن نفسه : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا ً إلا ما شاء الله ) فغيره من الخلق أولى .وكلما أخلص القلب وصفت النية جاءت المواهب الربانية والعطايا الإلهية على قدرها ( شروق الأنوار بحسب صفاء الأسرار ) وكلما استشعر الإنسان فقره وحاجته إلى الله جاءت عطايا الرب بحسب ذلك ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... )خاطرة إيمانية من قراءات سابقة وللأسف لا أعلم مصدرها....[/color]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق