غزو مطير على شمر ،،، وشيم الشجاعه!!!!!!!!!!!!!!
مأثر العرب وقصصهم من اروع امثلة الوفاء بالعهد
لا شك ان الوفاء بالعهد عند العرب من اهم المثل العليا ، فتجد العربى يتمسك به حتى مع اشد اعدائه ، ومن المستحيل ان يغدر ويمكث بعهده ، ولو ظفر بقاتل ابيه ، ومما يؤيد لما صحة ذلك قصة ( رفاع بن ركب ) من قبيلة مطير ،، التى وقعت له مع ( جذيل بن لغيصم الأسلمى الشمرى) ذلك ان ( جذيل ) غزا قبيلة مطير وحصلت بين الغازى والمغزو مقاتله عنيفه ، كان من نتيجتها ان وقع قتلى بين الطرفين ومن هؤلاء القتلى ( ابو رفاع بن ركب ) ، وكان ( رفاع ) شجاع لا ينام على الضيم ،،، طلب من قبليته ان تغزو قبيلة ( شمر) ،، خاصة عرب ( جذيل) من أجل أن يأخذ بالثأر .
وكان حال ( رفاع ) لا يريد بغزوه هذا ، اكتساب ابل من قبيلة شمر ، ولا طمع له ، الا برأس ( جذيل ) الفارس الذى اشتهر بقتل أبيه .
ذهب غزاة ( مطير ) بقيادة (هابس بن عشوان ) الفارس المشهور ، ومن بينهم ( رفاع ) ،، الذى كان أحرص القوم على لقاء قبيلة شمر .، ليأخذ بالثأر منهم ، سواء ب ( جذيل ) او من يضارعه ، او يفوقه من قبيلته ، لأن العرب ولا سيما اهل الباديه ، كثيرا ما يعملون بالعرف الجاهلى ، الذى ينافى قوله تعالى *** ولا تزر وازره وزر أخرى *** صدق الله العضيم .
فالبدوى لا يهمه الا ان يأخذ بالثأر بأكبر شخصيه بالأسره ، فهذا هو كمال الغايه وان كان ثمة اكبر منه لا يزال يطلب الثأر وينتهز الفرصه التى يحاول بها قتل هذا الكبير حتى يظفر به ، فان تعذر ذللك بسبب من الأسباب كان مرجعه على القاتل .
ولقد كان ( جذيل ) هو عظيم اسرته ،، فعلى ذللك توافرت فيه الشروط واصبح اذا ظفر به عدوه لا نجاة له البته .
يضاف على ذلك ان ( رفاع ) كان شديد الحرص على ان يقتل ( جذيل ) بيده ، ذلك انه طلب بألحاح من كل فرد من قبيلة مطير الغازيه ، راجيا منهم جماعة وافرادا انه اذا ظفر احد منهم ب ( جذيل) الا يقتله . بل يسلمه لهم حتى يقتله بيده أسوء قتله، هذا غاية ما يتمناه ( رفاع ) ويطلبه من قومه ولكن قومه ردو عليه بقولهم :-
"انا لا نعلم ايكون النصر والغلبه لما اما لهم " ؟؟؟؟؟؟
ثم انه لو قدر النصر عليهم فى الغزو فان ( جذيل ) ليس بالرجل الجبان الذى نتمكن من تسلمه من دون مكافحه ومناظله ، بل انه رجل مشهور بفروسيته ، فعلى ذلك من المستحيل ان نظفر به الا بأحد أمرين :-
1- اما قتيل بعد قتال عنيف ومعركه داميه بيننا وبين قومه .
2- واما ان نأخذه منعا اى بعهد، فان أخذه احد منيعا بعهد فليس من المعقول ان ينكث بعهده .
هكذا كان جوا ب القوم اجمعين ، كان هذا مدار حديثهم وهم فى مسيرهم ، فضلت غزاة مطير تحت السير قاصده قبيلة شمر ، ولكن قبيلة مطير ما علمت ان قبيلة شمر تحت السير قاصده غزوها ، حتى انكشف له الأمر حينما صدم الغزاه بالغزوه .
وكانت شمر اقل عددا من مطير ، لقد حدث بينهم تبادل حديث ، عند ذلك عرفت كل قبيلة منهما الأخرى حمى الوطيس ،،، وبعد ان اشتد الوغى وطالت المعركه كانت الغلبه لقبيلة مطير .
وكانت هذه الغلبه منعا لا شلعا ، والفرق بين المنع والشلع ،، هو ان الأول بعهد والثانى بدون قيد ولا شرط .
كما ان معاهدة المشاه غير معاهدة الفرسان الذين يقاتلون على صهوات الخيل ، او ظهور الأبل ، وان كان الحكم واحدا فى منطقه ، ولكن تختلف المعاهده الأولى بحكم تجمعهم بحيث تكون المعاهده معاهدة جماعه لجماعه ، بينما تكون الأخرى معاهدة افراد لأفراد .،، ويكون وقت اذن لكل فرد من الغالبين ان يمنع الذى امامه من المغلوبين .
ولعل قدرة الله ساقت جذيلا حتى كان منيعا ل ( رفاع ) الذى لا شئ فى الدنيا احب اليه من ان يظفر ب( جذيل ) قاتل اييه .
واروع مافى هذه القصه هو ان (جذيل ) كان يعلم انه وقع فى قبضة عدوه ( رفاع ) الذى لا رحمة له عنده ولا شافع تقبل شفاعته لديه .
انه كان يعلم ذلك قبل ان يقع فى قبضته ، والسبب ان تقاليدهم فى هذا الموقع تقضى بأن الفارس الغالب عندما يطرد المغلوب ويرى انه لا يستطيع ان يستولى عليه شلعا أى بالقوه وبدون قيد ولا شرط يلجأ عند ذلك الى ان يستولى عليه بالمنع اى بالمعاهده ،، فيقول الغالب للمغلوب : ( انزل بوجه فلان )، فيجيبه بقوله : ( عليك الله وامان الله والخين ينتقم منه الله) .
هذا هو المنع عند العرب لفظا ومعنى ،، وقد يكون ثمة اختلاف باللفظ غير انه لا يخرج عن هذا المعنى ،، لهذا نعود فنقول ان ( جذيل ) يعلم انه وقع فى قبضة عدوه ( رفاع ) ذلك لأن ( رفاع ) خاطبه بأسمه الصريح وقال له :- ( انزل فى وجه وامان رفاع ) الذى لا يتمنى شئ فى الدنيا اعظم من ان يظفر به ليقضى من حياته .
ولرب قائل يقول : ( ولم يسلم جذيل نفسه لعدوه رفاع ولا يقاتل حتى يقتل حرا عزيزا لا اسيرا مقهورا او ينجو ) ؟؟؟
وكثيرا ما ينجو المقاتل المستميت كما قال ابو بكر رضى الله عنه :" اطلب الموت توهب لك الحياه " .
وجوابنا على ذلك هو ان ( جذيل) يعلم ان عدوه لا يستطيع ان يقتله بعد ان عطاه العهد وذلك لما يعلمه من عظم شأن الوفاء فى نفسية العربى ، خاصة ك ( رفاع ) الشهم الكريم ، الذى يعلم انه لو نكث بالعهد وقتل ( جذيل) لكان اول من ينبذه ويمقته بنو عمه ، بل ربما انه لا يستطيع ان يقطن بين كل قبيلة مطير .
كما انه لا يمكن ان يقبل ،، بالزواج من نسائه رجل من العرب يرى فى نفسه أنفة،، فعلى هذا الأساس كيق يرتكب هذه الجريمه الشنعاء ؟؟؟؟؟
ولو انه ارتكبها لشفى غليله وأخذ بثأره ولكنه يكون قد وقع بما هو اكبر واعظم عند العرب ، وهى وصمة العار الخالده لا عليه فحسب بل وعلى ابنائه وأحفاده .
لهذا لم يرى ( رفاع ) بدا من ان ينفذ اتفاقية المعاهده لا من قوه تجبره وتخضعه على ذلك ولكن قوة ايمانه بقوله تعالى " وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم " صدق الله العظيم .
ان ايمانه بذلك من ناحيه وتأنيب ضميره ووجدانه له من ناحيه اخرى واحترامه ايضا لقوانين العرب ودساتيرها ، كل هذه العوامل هى التى كانت سدا منيعا لا يستطيع ان يتجاوزه البته .
لهذا ترك ( جذيل ) يرجع الى اهله شديد القوى سليم الجوارح موفور الكرامه ، وربما يكون ( جذيل) بمنزلة الأخ الشقيق ل (رفاع ) وذلك حسب الأصطلاحات المرعيه فانه كثيرا ما يكون الأعدار كالأخوان الأشقاء اذا صدقت حادثه كهذه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق