الجمعة، 31 ديسمبر 2010
::.: عاشوراء والمثيلوجيا الدينية :.::
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010
تاجرتُ مع الله .. |
|
بقلم : محمود القلعاوى * |
كان يشتكي من آلام شديدة في قلبه .. فذهب إلى مدينة لندن وبعد الكشف وإجراء الفحوصات والتحاليل وجدوا لديه ضِيْقاً في إحدى شرايين القلب .. فقرروا إجراء جراحة له لتوسيع ذلك الشريان .. فرجع إلى القاهرة وقبل الذهاب إلى لندن بثلاثة أيام ، كان جالساً مع صديقٍ له ، ومقابل له في الجهة الأخرى محل جزارة ، فرأى امرأةً عجوز في المحل تجمع فتات اللحم والعظم فذهب إليها سائلاً عن فعلها .. فأجابت :- زوجي توفي ولي ست بنات لم يذوقوا اللحم منذ شهور . فتألم لحالتها وطلب من الجزار أن يعطيها كل أسبوع ما تحتاج من لحم .. فما كانت من المرأة إلا أن رفعت يديها ودعت له دعاءً صادقاً .. فرجع إلى بيته وهو يشعر بسعادة وقوة في بدنه حتى أنه فكَّر فى عدم الذهاب إلى لندن ، لكن بعد إلحاح زوجته وأولاده عليه ذهب ، وهناك رأى العجب .. لقد ذهب المرض دونما علاج .. فبكى الرجل بكاءً شديداً قائلاً :- تاجرت مع ربي .. نعم تاجر الرجل مع ربه .. تاجر بصناعته للمعروف .. تجارة بها النجاة فى الدنيا والآخرة .. تجارة مع الخالق .. بها طلب لرضا الرحمن .. تجارة بها شفاء من الأمر .. بها تفريج للعثرات وسداد للديون .. صناعة المعروف .. خَصلة جليلة وخَلَّة كريمة ، وهي فعل الخير وتقديمه للعباد، سواء كان مالاً ، أو جاهلاً ، أوعلماً ، كالصدقة ، وبر الولدين ، وسداد الديون ، وإصلاح بين المتخاصمين ، وإماطة الأذى ، وعيادة المرضى ، وقضاء حوائج الناس .. وإليك أيها الحبيب بعض ما ورد من فضل لهذا الأمر :- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) متفق عليه .. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( كل معروف صدقة ) متفق عليه وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :- قال :- ( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) رواه ابن ماجه .. ولما ولي عمر رضي الله عنه الخلافة خرج يتحسس أخبار المسلمين ، فوجد أرملة وأيتاماً عندها يبكون ، يتضاغون من الجوع ، فلم يلبث أن غدا إلى بيت مال المسلمين ، فحمل وقر طعام على ظهره وانطلق فأنضج لهم طعامهم ، فما زال بهم حتى أكلوا وضحكوا • وهذا عبد الله بن المبارك كان ينفق من ماله على الفقهاء ، وكان من أراد الحج من أهل مرو إنما يحج من نفقة ابن المبارك ، كما كان يؤدي عن المديون دينه ويشترط على الدائن أن لا يخبر مدينه باسمه .. ولقد قال بعض الحكماء :- أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ثم لا تصنعه. لمحة طبيية :- ويؤكد المدير السابق لمعهد " النهوض بالصحة " في الولايات المتحدة الأمريكية " آلان ليكس" :- أن معاونة الآخرين تساعد على تقليل حدة الضغط العصبي ، حيث إن مساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكيره بهمومه ومشاكله الشخصية ومن ثم يشعر بالراحة النفسية . وأشار الباحث قائلاً :- إلى أن الإنسان ليس مجبراً على مساعدة الغرباء ، وهو حرّ تماماً في اتخاذ قرار المساعدة من عدمه وأن تلك الحرية تعد أمراً مهما للحصول على النتائج النفسية المرغوبة من مساعدة الآخرين. وعلى العكس من ذلك يكون الشخص "مجبراً" على مساعدة الأصدقاء والأقارب. وفي دراسات علمية سابقة :- تبين أهمية التسامح والعفو عن الآخرين وعدم الغضب .. وكل ذلك يؤدي إلى تحسين كفاءة النظام المناعي لدى الإنسان وبالتالي وقايته من مختلف الأمراض .. ويمكن القول إن أي عمل خير تقوم به يمكن أن يساهم في تحسين الحالة النفسية ورفع مستوى النظام المناعي وإعطاء جسمك جرعة مناعية إضافية ضد الأمراض وبخاصة التوتر النفسي. * مستشار اجتماعى وتربوى على شبكة الإنترنت . www.elkal3ya.com |
ديسمبر قصة قصيرة
ديسمبر قصة قصيرة |
|
شاهيناز فواز |
ها قد أتى شهرُ ديسمبر المرتقبُ .حاملاً معه ذلك الكمَ الهائلَ من البرودةِ. برودةِ طقسٍ، وبرودةِ قلبٍ يرتجفُ احتضاراً..فتحَ نافذةَ حجرتهِ التي تُطلُ على جدارٍ يحولُ دونَ الرؤيةِ بينه وبين الأجواءِ المحيطةِ، متمتما ًبملامحٍ يملؤها الحزنُ والشرودُ.\"كم أخبرتني برغبتها في إزالة ذلك الجدار ودائما أجيبُ:\" ليس لي أنا رغبةً في ذلك \" التقط تذكرة السفر وقد ارتسمت على وجهه ملامح الأسى والضيق وكأنه يود الإلقاء بها من النافذة، لم يكن يعلم أن رغبته في السفر سوف تسفر عن تبلد مشاعر زوجته وثورة عارمة ستوقظ بداخلها جميع المشاكل التي تجاهلتها ولم يسع أي منهما للبحث عن إيجاد حل لها . لم يسع لإرضائها؛ لأنها لم تظهر له اعتراضها على تصرفاته المسيئة لها .. \"ماذا كانت تنتظر؟\" سؤال تردد بداخله أيقظ في قلبه الشك والحيرة خاصة.. عندما سألته الزواج بأخرى في حالة عدم استجابته لطلبها الانفصال، فلم يعد بقلبها أية مشاعر تجاهه .. قد توقف القلب عن النبض..صار باردا كفصول الشتاء لا تؤثر فيه أي مؤثرات .. أمهلته لفترة يفكر فيها جيدا، وكان شهر ديسمبر هو الميعاد المحدد لاتخاذ القرار وميعاد السفر، غمغم بداخله \" ديسمبر تُرى هل ستكون نهايتي مع نهاية هذا العام ؟!!!\" ألقى بالتذكرة على المنضدة، وضع سجادة الصلاة في اتجاه القبلة مستعيذا بالله، قام بالاستغفار عدة مرات حتى يفرج الله كربه وييسر له الأمر . فكرة واحدة هي التي احتوت عقله حينها وسيطرت عليه .. رغبة شديدة في إزالة الجدار. |
قصة خشوع طفل .. لم تشغله ذبابة خلف بن أيوب ؟!
قصة خشوع طفل .. لم تشغله ذبابة خلف بن أيوب ؟! |
|
فهد عبد الله العامر |
يا الله .. في ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل .. وفي ساعة من سويعات أجوائه الإيمانية .. وأثناء اصطفافي مع جموع المصلين لنؤدي صلاة التراويح .. وتحديداً أثناء دعاء القنوت وكلٌ منا قد رفع يديه إلى خالقه لعله ينال نفحة من نفحات رحمة رب الأرض والسموات فإذا بجانبي ذلك الطفل الصغير \" الكبير في إيمانه \" والذي لم يتجاوز عمره التاسعة وقد أجهش في البكاء رافعاً تلك اليدين الطاهرتين إلى مولاه .. وكلما زاد ذلك الإمام برفع صوته وتوسله إلى الله زاد ذلك الطفل بكاءً وارتفعت كفيه إلى مولاه أكثر حتى قلتُ في نفسي يا الله هل يُعقل هذا ؟ ويا سبحان الله .. قدّر ربي أن يكون هـذا الصغير \" الكبير بقلبه \" بجانبي وكأنه يوجه إليّ رسالة خاصة ودرساً من دروس الخشوع .. انتهت الصلاة وسلمت والتفت إليه فإذا به يمسح تلك الدموع الطاهرة بذلك المنديل الأبيض وقد احمرت عيناه من البكاء فازداد تعجبي وذهولي أكثر .. ووالله لقد هممت أن أجتذبه إلى أحضاني لعله يطبع في قلبي ولو جزءاً يسيراً من تلك المشاعر والأحاسيس الإيمانية التي فقدناها في هذا الزمن .. أخذت أنظر إليه وهو يصد عني يمنة ويسرة وأحسست أنه يتحرج مني حتى تحققت من ذلك بقيامه سريعاً متوجهاً إلى خارج المسجد . فيا سبحان الله .. كيف وصل هذا الصغير الذي أسأل الله أن يُقر به عيني والديه إلى هذه الدرجة من التأثر والخشوع ؟! تُرى هل يقف وراء هذا الشبل تربية \" أبٍ \"أو \" أمٍ \" جعلاه يحلق في هذا الجو الروحاني المذهل ؟ ضللت أياما وليالٍ أعيد هذا المشهد .. وقصصته على أولادي .. وكل من رأيت .. وفي أحايين كثيرة أتساءل هل هذا بشر أم ملَك ؟ لا تقولوا قد بالغت فو الله لو رأيتم ما رأيت لقلتم مثل قولي أو زدتم .. وبغض النظر عن صدق مشاعر هذا الطفل ألا نتسائل ونسأل أنفسنا كيف حالنا نحن ؟ مع الصلاة .. ومع القرآن .. ومع القيام .. ومع الخشوع ؟؟ للأسف شغلتنا أموالنا وأهلونا عن التلذذ في عباداتنا وشغلنا الإعلام ومردته من شياطين الإنس .. وأفسدوا علينا صيامنا وصلاتنا وعباداتنا .. بل أفسدوا علينا رمضان كله . لم يتبق لنا إلا الصلاة .. فإذا ذهبت الصلاة فماذا سيبقى لنا ؟ لو تأملنا حال من سبقونا وكيف كانوا مع الصلاة لوجدنا العجب العجاب .. كانت الصلاة قرة عيون الموَحدين ، ولذة أرواح المحبين ، وبستان العابدين وثمرة الخاشعين .. فهيَ بستَانُ قلوبهم .. ولذة نفوسهم .. ورياضُ جوارحهم .. فيها يتقلبون في النعيم .. ويتقربون إلى الحليم الكريم أما نحن اليوم فلربما ذبابة \" خلف بن أيوب \" تؤذينا .. وأعتقد لو وقفت على أنف هذا الصغير لما أثرت به .. ولعلك تحبذ معرفة قصة تلك الذبابة .. يُروى أن خلف بن أيوب قيل له ذات مرة : ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال: لا أُعوِّد نفسي شيئاً يفسد علي صلاتي ، قيل له : وكيف تصبر على ذلك؟ قال : بلغني أن الفساق يصبرون تحت سياط السلطان فيقال : فلان صبور ويفتخرون بذلك ؛ فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة؟!! قصص يعجز الخيال عن تصورها بدأها عباد بن بشر رضي الله عنه وهو ينزع السهم تلو الآخر حينما كان يصلي في الحراسة فلم يحب أن يقطـع تلك الآيات التي بدأها ويقول : كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما حذرنا من أن الخشوع أول ما يرفع من هذه الأمة فقال: (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعاً ) فتجد المصلي يكبر ويركع ويقوم ويسجد وذهنه غائب، وقلبه مشتت، يؤدي حركات قيام وركوع وسجود، ويقرأ ما يقرأ ، ويسبح ويذكر الله وكل ذلك من غير وعي بما يفعل ولا استحضار لما يقول ، مشغولاً بإتمام صلاته ، بدل أن ينشغل بإقامتها على الوجه الذي يليق بها ، جوارح تتحرك وقلب ذاهل ، مشغول بكل شيء ، إلا الانكسار لله تعالى ، فينصرف من صلاته وليس له منها غير حركاتها وسكناتها، وبعض ما أدرك منها وحاله كمن يقول \" أرحنا منها \" وليس أرحنا بها . .. فهل نكون مثل هذا الطفل أو ننشغل بذبابة خلف بن أدهم ؟ فهد بن عبد الله العامر 17/9/1431هـ |
قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \" صاحب كتاب [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][2/2]
قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \" صاحب كتاب [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][2/2] |
|
موسى بن سليمان السويداء |
تتمه لما سبق ... وفي هذا الفصل قصته مع أحد أصحابه القساوسة القدامى يطلب منه العودة إلى النصرانية ! قال عبد الله الترجمان : (( .. [ فيما أتفق لي في أيام مولانا أبي العباس أحمد وولده مولانا أبي فارس عبد العزيز ] وبعد خمسة أشهر من إسلامي , قدّمني السلطان لقيادة البحر بالديوان فكان مراده بذلك أن أحفظ اللسان العربي فيه بكثرة ما يتكرّر علي من ترجمة التراجمة بين النصارى والمسلمين , فحفظت اللسان العربي في مدة عام , وحضرت لعمارة الجنويز ولفرانسيس على مدينة ( مهدية )[1] وكنت أترجم للسلطان ما يرد من كتبهم , وارتحلت مع السلطان إلى حصار ( قابص )[2] وكنت على خزائنه , ثم إلى حصار ( قفصة )[3] وفيه ابتدأ مرضه الذي مات فيه , ثالث شهر شعبان عام ستة وتسعين وسبع مئة . ثم تولى الخلافة بعده ولده مولانا أمير المؤمنين , وناصر الدين أبو فارس عبد العزيز , فجدد لي في أيامه بالديوان وأنا قائد البحر والترجمة . .. وإن مركباً قدم موسوقاً بسلاع المسلمين , فلما أرسى بالمرسى دخل عليه مركبان من \" صقلية \" فأخذاه لحينه بعد أن هرب المسلمين منه برقابهم , واستولى النصارى على أموالهم ؛ فأمر مولانا أبو فارس صاحب ولاية الديوان وشهوده , أن يخرجوا إلى حلق الواد ويتحدثوا مع النصارى في فداء أموال المسلمين , فخرجوا وطلبوا الأمان لترجمان كان معهم فأمنوه , فصعد إليهم لمراكبهم وتحدث معهم في الوزن فغلَّوا في ذلك ولم يحصل منه شيء , وكان قد ورد مع هذا المركب قسيس كبير القدر في \" صقلية \" , وكانت بيني وبينه صداقة كبيرة كأنها أخوّة إذ كنا نطلب العلم معه جميعاً , وسمع بإسلامي فصعب عليه فقدم في هذه المراكب ليستدعيني للرجوع إلى دين النصارى , ويأخذني بالصداقة التي كانت بيننا . فلما أجتمع بالترجمان الذي صعد إليهم للمراكب , قال له : ما أسمك ؟ قال : علي . فقال له : يا علي .. خذ هذا الكتاب وبلّغه للقائد عبد الله قائد البحر عندكم بالديوان , وهذا دينار فإذا رددت لي جوابه نعطيك دينار آخر ؛ فقبض منه الكتاب والدينار وجاء لحلق الوادي فأخبره بما قال لهُ القسيس وبالكتاب الذي أعطاه وبالدينار الذي أستأجره به , فأخذ صاحب الديوان الكتاب وترجمه لهُ بعض التُجّار الجنوبيين , فبعث بالأصل والنسخة لمولانا أبي فارس فقرأه ثم بعث إلي فحضرت بين يديه , فقال لي : يا عبد الله .. هذا كتاب وصل من البحر فاقرأهُ وأخبرنا بما فيه ؛ فقرأته وضحكت , فقال لي ما أضحكك ؟! فقلت لهُ : - نصركم الله - هذا كتاب مبعوث إلي من قسيس كان من أصدقائي في الأول , وأنا أترجمه لكم الآن - إنشاء الله تعالى – . فجلست في ناحية وترجمته بالعربية , ثم ناولتهُ - أي المترجمة - فقرأها ثم قال لأخيه المولى إسماعيل : والله العظيم ما ترك منه شيئاً , فقلت لهُ : يا مولي وبأي شيء عرفت ذلك ؟ قال : بنسخة أخرى ترجمها الجنويّون ، ثم قال لي : يا عبد الله .. وماذا عندك أنت في جواب هذا القسيس ؟ فقلت : يا مولاي .. الذي عندي ما علمته منّي من كوني أسلمت باختياري , ورغبة في دين الحق , ولست أجبه إلى شيء مما أشاره إلي قطعاً , فقال لي : قد علمنا صحة إسلامك ولا عندنا فيك شك أصلاً ولكن \" الحرب خدعة \"[4] , فأكتب إليه في جوابك أن يأمر صاحب المركب أن يفادي سلع المسلمين ويرخص عليهم , وقل لهُ إذا اتفقتم مع تجار المسلمين على سعر معلوم , فإني أخرج مع الوزَّان بقصد وزن السلع , ثم أهرب إليكم بالليل . ففعلت ما أمرني به وأجبت القسيس بهذا ففرح وارخصوا على المسلمين في فداء متاجرهم , وخرج الوزَّان مراراً ولم أخرج معه , فأيس مني ذلك القسيس فأقلع مركبه وأنصرف إلى خذلان الله . وكان نص كتابه أما بعد : ( السلام من أخيك فرنصيص القسيس : نعرفك أني وصلت إلى هذا البلد برسمك لأحملك معي , وأنا اليوم عند صاحب ( صقلية ) بمنزلة أن أعزل , وأولي , وأعطي , وأمنع , وأمر جميع مملكته بيدي , فاسمع مني وأقبل إلي على بركت الله تعالى , ولا تخف ضياع مال ولا جاه وغير ذلك , فإن عندي من المال والجاه ما يغمر الجميع وأعمل لك كل ما تريد ) انتهى .. )) . --------------------------- 1/ أي أنه كان من جملة المسلمين الذين دافعو عن المهدية عندما حاصرها الأسبان . والمهدية : مدينة بقرب القيروان اختطها المتغلب على تلك البلاد في سنة ثلاثمائة . راجع : آثار البلاد وأخبار العباد ، زكريا القزويني , دار صادر بيروت . 2/ قابص أو قابس كما عند الحموي : مدينة بين طرابلس وسفاقس على ساحل البحر . معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، حرف القاف . 3/ قفصة : بلد صغير من ناحية المغرب قريبة من القيروان ، معجم البلدان ، حرف القاف . 4/ هذه العبارة أصلها حديث صحيح رواه الإمام مسلم عن عمرو بن العاص وجابر بن عبد الله – رضي الله عنهما - . |
قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \" صاحب كتاب [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][1/2]
قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \" صاحب كتاب [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][1/2] |
|
موسى بن سليمان السويداء |
للأسف الشديد أغلب المؤلفين لكُتب التراجم والتواريخ لم يُترجموا لـلقسيس \" انسيلم ترميدا \" المعروف بعبدالله الترجمان حتى أن السخاوي مع أنه اعتنى بتراجم علماء القرن التاسع في كتابه \" الضوء اللامع \" فلم يترجم له ! والسبب - والله أعلم – هو أن عبد الله الترجمان لم يكن متصدراً للتعليم بل كان من رجال أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي فقد ولاه ترجمة رسائل الأوروبيين في ديوانه حتى علق به أسم الترجمان ولهذا السبب أصبح الترجمان مجهول للعلماء إلا عند النزر اليسير من أهل العلم والعوام في تونس فلذا لا توجد له ترجمة وافية أكثر مما ترجم هو لنفسه في مقدمة كتابه . ومما وصل إلينا من ترجمته أن أسمه عبد الله بن عبد الله الترجمان وفي بعض المصادر عبد الله بن شهر الترجمان أبو محمد ولد في جزيرة \" ميورقة \" من بلاد الأندلس – أسبانيا اليوم - في حدود سنة ( 756 هـ - 1355 م ) وكان أسمه بالمسيحية \" انسيلم ترميدا \" تعلم في صغره علوم الكهنوت في دير بوبليت ثم أخذ يتنقل في البلاد يتعلم المسيحية حتى أستقر به المقام في إيطاليا في مدينة بولونيا التي كانت عاصمة علم عند النصارى فتعلم على قس من كبار علماء النصارى في زمان يدعى القس \" نقلاو مرتيل \" فتلقى منه العلم خلال عشر سنوات أقامها عنده وهو الذي أرشده ونصحه باعتناق الإسلام فرحل من إيطاليا إلى تونس عن طريق البحر في حدود سنة ( 793 هـ - 1392 م ) أو في التي تليها وذلك في عهد أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي – رحمه الله – فأسلم على يديه وحسن إسلامه وبعد مدة تزوج ببنت الشيخ الحاج محمد الصفار فرزق منها أولاداً ذكوراً وإناثاً ، وخلال إقامته في تونس أجرى له السلطان مالاً يغنيه عن التجارة وطلب الرزق وبعد مدة عينه أمير المؤمنين بديوان البحر من أجل أن يتعلم اللغة العربية ويُتقنها ويترجم له ما يصله من رسائل الأوروبيين . ولما مات الأمير أبي العباس – رحمه الله - تولى بعده ابنه أبي فارس عبد العزيز فقرّب منزلة الترجمان حتى ولاه ما يخص فكاك أسرى المسلمين في بلاد النصارى . ولم يزل محبوباً مبجلاً من قبل الخاصة والعامة في تونس حتى توفي مأسوف عليه في تونس سنة ( 837 هـ - 1433 م ) فرحمه الله تعالى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته بمنه وكرمه آمين[1] . والآن نبقى مع عبد الله الترجمان يحدثنا عن قصة حياته وإسلامه من مقدمة كتابه \" تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب \" فيقول : (( أعلموا رحمكم الله أن أصلي من مدينة \" ميورقة \"[2] أعادها الله للإسلام وهي مدينة كبيرة على البحر بين جبلين يشقّها ودٍ صغير وهي مدينة متجر ولها مرسيان اثنان ترسي بهما السّفن الكبيرة للمتاجر الجليلة والمدينة تسمى باسم الجزيرة \" ميورقة \" وأكثر غابتها زيتون وتين ويحمل منها في العام خصابة زيتونها أزيد من عشرين ألف بتيان[3] زيت لبلاد \" مصر \" و\" الإسكندرية \" وجزيرة \" ميورقة \" المذكورة أزيد من مئة وعشرين حصناً مسورة عامرة وكان والدي محسوباً من أهل الحاضرة \" ميورقة \" ولم يكن لهُ ولد غيري ولمَّا بلغت ستة سنين من عمري سلّمني إلى معلّم من القسيسين فقرأت عليه الإنجيل حتى حفظة أكثر من شطره من مدة سنتين ثم أخذت في تعلم لغة الإنجيل وعلم المنطق مدة ستة سنين ثم ارتحلت من بلدي إلى مدينة \" لارده \" من أرض القطلان[4] وهي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القطر ولها وداً كبير شقّها ورأيت التبر[5] مخلوطاً برملها إلاَّ أنه صح عند جميع أهلها ذلك القطر أنَّ النفقة في تحصيله لا تفي بقدر فائدته فلذلك تُرك وبهذه المدينة فواكه كثيرة رأيت الفلاحين يقسمون الخوخة على أربعة أفلاق ويمقرونها في الشمس وكذلك يمقرون القرع والجزر فإذا أرادوا أكلها في الشتاء نقعوها في الليل بالماء وطبخوها كأنها طريّة في أوانها وبهذه المدينة يجتمع طلبة العلم من النصارى وينتهون إلى ألف راجل أو ألف وخمسمائة ولا يحكم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه وأكثر نبات أوطانها الزعفران فقرأت فيها علم الطبيَّات والنجامة مدة ستة سنين ثم تصدرت فيها نقرئ الإنجيل ولغته ملازماً ذلك مدة أربع سنين ثم ارتحلت إلى مدينة \" نبؤنية \" من الأبزدية[6] وهي مدينة كبيرة جداً بنيانها بالآجر الأحمر الجيد لعدم معدن الحجر عندهم ولكن لكل معلم من أهل صناعة الآجر له طابع يخصه وعليه أمين مقدم يحتسب عليهم في طيب طين الآجر وطبخه فإذا تفلّح أو تفرّك منه شيء غرم الذي صنعه قيمته وعوقب بالضرب وهذه مدينة علم عند جميع أهل ذلك القطر ويجتمع بها كل عام من الأفاق أزيد من ألفين رجل يطلبون العلم ولا يلبسون إلاَّ الملف الذي هو صباغ الله[7] ولو يكون منهم طالب العلم سلطان أو ابن سلطان فلا يلبس إلاَّ ذلك ليمتار الطلبة من الغير ولا يحكم فيهم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه . فسكنت بها كنيسة لقسيس كبير السن وعندهم كبير القدر أسمه \" نقلاومرتيل \" وكانت منزلته بينهم بالعلم والدّين والزهد رفيعة جداً أنفرد بها في زمنه عن جميع أهل دين النصرانية فكانت الأسئلة مخصوصاً في دينهم ترد عليه من الأفاق من جهة الملوك وصُحبة الأسئلة من الهدايا الضخمة ما هو الغاية في بابه ويرغبون في التبرّك به وفي قبولهم لهُ لهداياهم فيتشرفون بذلك فقرأت على هذا القسيس علم أصول دين النصرانية وأحكامه ولم أزل أتقرب إليه بخدمتي والقيام بكثير من وظائفه حتى صيرّني أخص خواصه وانتهيت في خدمتي والتقربي إليه إلى أن دفع مفاتيح مسكنه وخزائن مأكله على يدي ولم يستثني من ذلك سوى مفاتيح بيت صغير بداخل مسكنه كان يخلوا فيه بنفسه الظاهر أنه بيت خزانة أمواله التي تهدى إليه والله أعلم بحقيقته فلازمته على ما ذكرنا من القراءة عليه والخدمة له عشر سنين ثم أصابه مرض يوماً من الدّهر فتخلّف عن القراءة وأنتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون مسائل من العلوم إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قول الله تعالى على نبيه عيسى عليه السلام أنه يأتي من بعده نبي أسمه \" البارقليط \"[8] فعظم بينهم في ذلك مقالهم وكثر جدالهم ثم انصرفوا عن غير تحصيل فائدة عن تلك المسألة فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور فقال لي ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم فأخبرته باختلاف القوم في أسم \" البارقليط \" وأن فلان قد أجاب بكذا وأجاب فلان بكذا وسردت لهُ أجوبتهم فقال لي : وبما ذا أجبت أنت فقلت : بجواب القاضي فلان في تفسيره للإنجيل فقال لي : ما قصّرت وقربت وفلان أخطأ وكاد فلان أن يقارب ولكن الحق خلاف هذا كله لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الرَّاسخون في العلم وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلاَّ القليل ؛ فبادرت إلى قدميه أقبلها وقلت لهُ : يا سيدي قد علمت أني ارتحلت أليك من بلاد بعيدة ولي في خدمتك عشر سنين حصّلت عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها فلعل من جميل إحسانكم أن تكمل عليّ بمعرفة هذا الاسم الشريف فبكى الشيخ وقال لي : يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيراً من أجل خدمتك لي وانقطاعك إلي وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة لكن أخاف عليك أن تظهر فتقتلك عامة النصارى في الحين فقلت : يا سيدي والله العلي العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء ممَّا تُسرّه إلي عن أمرك فقال : يا ولدي إني سألتك في أول قدومك إلي عن بلدك وهل هو قريب من المسلمين وهل يغزونكم أو تغزونهم لأستخبر به ما عندك من المنافرة للإسلام فاعلم يا ولدي أن \" البارقليط \" هو أسم من أسماء نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم , وعليه أنزل الكتاب الرَّابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه وأن دينه دين حق وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل فقلت لهُ : يا سيدي ما تقول في دين النصارى ؟ فقال لي : يا ولدي لو أنَّ النصارى قاموا على دين عيسى عليه السلام لكانوا على دين الله لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله تعالى , فقلت لهُ : وكيف الخلاص من هذا الأمر ؟ فقال : بالدخول في دين الإسلام ، فقلت لهُ : هل ينجوا الدَّخل فيه ؟ قال لي : نعم ينجوا في الدنيا والآخرة , فقلت لهُ : يا سيدي إنَّ العاقل لا يختار لنفسه إلاَّ فضل ما يعلم فإذا علمت فضل دين الإسلام فما يمنعك عنه ؟ فقال لي : يا ولدي إنَّ الله تعالى لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك به من فضل الإسلام وشرف نبي الإسلام إلاَّ بعد كبر سني ووهن جسمي ولا عذر لنا فيه بل حجة الله علينا قائمة ولو هداني الله لذلك وأنا في سنك لتركت كل شيء ودخلت في دين الحق و \" حب الدنيا رأس كل خطيئة \"[9] فأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعز والترقَّي وكثرة عرض الدنيا ولو أني ظهر علىّ شي من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني العامة في أسرع وقت وهب أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين فأقول أني جئتكم مسلماً فيقولون لي قد نفعت نفسك من عذاب الله فأبقى بينهم شيخاً فقيراً أبن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي فأموت بينهم بالجوع[10] وأنا الحمد لله على دين عيسى وعلى ما جاء به يعلم الله ذلك منّي[11] . فقلت لهُ : يا سيدي أفتدلني أنا أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل ؟ فقال لي : إن كنت عاقلاً طالباً للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة ولكن يا ولدي هذا الأمر لم يحضره أحد معنا الآن فأكتمه بغاية جهدك وإن ظهر عليك شيء منه تقتلك العامة لحينك ولا أقدر على نفعك ولا ينفعك أن تنقل ذلك عنّي فإني أجحده ! وقولي مصدق عليك وقولك غير مصدق علي وأنا براء من دمك إن فهت بشيء من هذا , فقلت لهُ : يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا وعاهدته بما أرضاه . ثم أخذت من أسباب الرحلة وودعته فدعا لي بخير وزودني بخمسين ديناراً ذهباً وركبت البحر منصرفاً إلى بلادي \" ميورقة \" فأقمت بها ستة أشهر ثم سافرت منها إلى جزيرة \" صقلية \" وأقمت بها خمسة أشهر وأنا أنتظر مركباً يتوجه إلى أرض المسلمين فحضر مركب يُسافر إلى مدينة \" تُونس \" فسافرت فيه من صقلية وأقلعنا عنها قرب مغيب الشفق فوردنا مرسى \" تُونس \" قرب الزوال بحكم الله تعالى فلما نزلت بديوان \" تُونس \" وسمع بي الذين بها من أجناد النصارى أتوا بمركوب وحملوني معهم إلى ديارهم وصحبتهم بعض التجار الساكنين أيضاً \" بتُونس \" فأقمت عندهم في ضيافتهم على أرغد عيش أربعة أشهر وبعد ذلك سألتهم هل بدار السلطنة أحد يحفظ لسان النصارى ؟ وكان السلطان رجلاً فاضلاً من كبراء خدَّامه أسمه يوسف الطبيب وكان طبيبه ومن خواصه ففرحت بذلك فرحاً شديداً وسألت عن مسكن هذا الرجل الطبيب فدللت عليه واجتمعت به وذكرت له ُ شرح حالي وسبب قدومي للدخول في الإسلام فسرّ الرجل بذلك سروراً عظيماً بأن يكون هذا الخير على يده ثم ركب فرسه واحتملني معه لدار السّلطان ودخل عليه فأخبره بحديثي واستأذنه علي فأذن لي فتمثلت بين يديه فأول ما سألني السلطان عن عمري , فقلت له : خمسة وثلاثون عاماً ثم سألني كذلك عمّا قرأت من العلوم فأخبرته فقال لي : قدمت خير قدوم فأسلم على بركة الله تعالى فقلت للترجمان وهو الطبيب المرقوم : قل لمولانا السلطان أنه لا يخرج أحد من دين إلا ويكثر أهل القول فيه والطعن عليه فأرغب من إحسانكم أن تبعثوا إلى الذين بحضرتكم من تجار النصارى وأجنادهم وتسألوهم عنّي وتسمع ما يقولون في جنابي وحين إذ أسلم فقال لي : بواسطة الترجمان أنت طلبت كما طلب عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم ثم أرسل إلى أجناد النصارى وبعض تجارهم وأدخلني في بيت قريب من مجلسه فلمّا دخل النصارى عليه قال لهم : ما تقولون في هذا القسيس الجديد الذي قدم في هذا المركب ؟ قالوا : يا مولانا هو عالم كبير في ديننا وقالوا شيوخنا ما رأوا أعلى منه درجة في العلم والدين في ديننا , فقال لهم : إذا أسلم فقالوا : نعوذ بالله من ذلك هو ما يفعل هذا أبداً فلما سمع ما عند النصارى بعث إلي فحضرت بين يديه وتشهدت بشهادة الحق بمحضر النصارى فصلّبوا على وجوههم وقالوا : ما حمله على هذا إلا حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج[12] فخرجوا مكروبين محزونيين فرتَّب لي السلطان - رحمه الله – كل يوم ربع دينار وأسكنني في دار المختص وزوجني ببنت الحاج محمد الصفار فلما عزمت على البناء بها أعطاني مئة دينار ذهباً وكسوة جديدة كاملة فابتنيت بها وولد لي منها ولداً أسمه محمداً .. )) . تــابـــع --------------------- 1/ هذه الترجمة اختصرتها من \" كتاب العُمر في المصنفات والمؤلفين التونسيين \" تأليف : حسن حسني عبد الوهاب . 2/ ميورقة : جزيرة قريبة من السواحل الشرقية لأسبانيا وهي تابعة لها . 3/ البتيان : لم أقف على حاله في كُتب الموازين الإسلامية ولعلها كلمة عامية كانت عند أهل تونس في وقته وتطلق على نوع معين من الموازين . 4/ القطلان : منطقة كبيرة من بلاد الثغر الأعلى شمال شرق الأندلس ، ولاردة : من مدنها . 5/ التبر : هو الذهب قبل صياغته , مختار الصحاح , المصباح المنير . 6/ الأبزدية : لم أقف عليها في كتب معاجم البلدان والرحلات . 7/ هذا في معتقدات النصارى وهو من الخرافات والكذب على الله . 8/ البارقليط أو الفارقليط : كلمة كانت موجودة في نسخ إنجيل يوحنا إصحاح 15 عدد 26 وأيضاً في بعض الطبعات القديمة مثل طبعة لندن سنة 1821وسنة 1831 وسنة 1844 لكنها حُرفة في الطبعات الحديثة إلى كلمة \" المعزي \" وهذا نص الآية المحرفة : ( ومتى جاء المعزي الذي أرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي ) . راجع الرسل والرسالات ، أ.د/ عمر سليمان الأشقر . 9/ هذا الأثر مروي عن الحسن البصري كما ذكر السخاوي في \" المقاصد الحسنة \" . 10/ هذا الكلام غير صحيح بأن من يُسلم يعاني الفقر والتشرد والدليل على ذلك ما حدث لعبدالله الترجمان كما سوف يأتي في باقي ترجمته . وكلام هذا القس أيضاً يذكرنا بقصة حدثت لابن القيم الجوزية كما ذكر في كتابه \" هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى \" مع بعض القساوسة بعد أن أعترف بصحة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : \" إذا قدمت على هؤلاء الحمير فرشوا الشقاق تحت حوافر دابتي وحكموني في أموالهم ونسائهم ولم يعصوني فيما آمرهم به وأنا لا أعرف صنعة ولا أحفظ قرآناً ولا نحواً ولا فقهاً فلو أسلمت لدرت في السوق أتكفف الناس فمن الذي يطيب نفساً بهذا ؟ \"[والشقاق : الخزف المكسور . وقيل قطع الثياب المستطيلة . لسان العرب]. 11/ في هذا القول من هذا القس فيه نظر فهو لم يأتي بالشهادتين ويسلم ثم هذه أيضاً ذريعة لأن يبقى اليهودي أو النصراني على دينه ولا يُشهر إسلامه كما أن هذا العمل لم يفعله أحد من الصحابة ومن بعدهم ممن كان على النصرانية أو اليهودية واسلم . 12/ من عجائب النصارى أن القس لا يتزوج ويرون أنه نقيصة في حقه وفي نفس الوقت ينسبون الولد والزوجة إلى الله ! وفي هذا يقول بعض العلماء متهكماً وساخراً من بعض البطاركة : أنت الذي زعم الزواج نقيصةً *** ممن حماه الله عن النقصانِ ونسيت تزويج الإله بمريمٍ *** في زعم كل مثلث نصراني !! |
مَنْ يُنكِّس أعلام التَّغريب؟
إنَّ معارضة أيَّ مسؤول يعيث في الأرض فسادا؛ فيعبث بدين الشَّعب، ويسرق أموالهم، ويسيء إدارتهم، لأمر توجبه الدِّيانة والمروءة. ومع الاعتراض السلمي تبرز مطالب بإقالة هذا المفسد، ويستجيب صاحب القرار غالباَ؛ ويختار توقيت الاستجابة حسب الأنسب فيما يراه. وإصلاح الدَّولة والغيرة عليها واجب على الجميع؛ وهو في حقِّ بعض الفئات أوجب لأنَّهم أقدر عليه؛ " فالرئيس الغيور يذود عن الحق بما في يده من قوة....، والعالم الغيور لا يفتأ يذب عن الحق بلسانه أو قلمه....، والموسر الغيور ينفق في سبيل الإصلاح باليمين واليسار....،"([1]). واليوم لا أكاد أصدِّق ما أسمعه من تصريحات زوجات بعض الوزراء! فالعرف الإداري يقتضي أن تكون مرجعية الوزير لرئيسه -أي رئيس مجلس الوزراء-، وليس لزوجته التي ستناقشه في الزَّج بالمرأة إلى العمل المختلط، أو تدعوه لإضافة مادَّة دراسية وحذف أخرى! وقد مات كبار التَّغريبيين دون أن يعرف المجتمع زوجاتهم، فما بال هؤلاء قد تعاظم أمرهم، وتجاوزوا الخطوط الحمر لطبيعة الإدارة والحكم في المملكة؟ ومَنْ سيكسر شوكة التَّغريب خاصَّة وقد ظهر للعيان فسادها المالي وعوارها الإداري، وسنحت الفرصة لقطع رؤوس الشَّر التي تطاولت على قامات لم يجرؤ عليها إنسي من قبل؟ وفي عمل المرأة (كاشيرة) وضوح النَّفَس التَّغريبي الجاثم على البلد، وقد تحدَّث عنه عدد من فضلاء المحتسبين والكُّتاب، فما سرُّ سهولة توظيف الفتاة قياساً بطلوع روح الشَّاب قبل حصوله على وظيفة؟ ومَنْ يفسِّر لنا سبب جعل راتب (الكاشيرة) أكثر من ضعف راتب زميلها؟ وماذا وراء الحرص على إشغال هذه الوظيفة وترك وظائف الإدارة والمحاسبة والموارد البشرية لغير أهل البلد، وأحياناً -وإنَّها لمصيبة- تُسند إلى غريب في دينه وعاداته؟ وبعد ذلك كله لماذا ازوَّر هؤلاء عن التَّوظيف عن بعد؟ وأين الحديث عن التَّكافل الاجتماعي وكفالة بيت المال للمستحقين؟ إنَّ لهاث المفسدين لبث الفرقة والخلاف داخل مجتمعنا يحتاج إلى إجراء سريع قبل أن يفوت الأوان. ولم تسلم شؤون حياتنا من إفسادهم وإرجافهم، فيدهم في التَّعليم طويلة، وجرأتهم على المناهج ليس لها سقف، ولا قيمة عندهم لمعارضة تطبيع الاختلاط في الصُّفوف الدُّنيا الابتدائية وفي المراحل العليا الجامعية، وحتى الابتعاث الذي ننتظر ثماره في العلم والعمل والتَّنمية صيَّروه بوابة لتعويد أبنائنا وبناتنا على الاختلاط والسُّفور؛ وتباهوا بذلك في الصُّحف، وماذا ينفعنا المبتعث الذي يجيد لغة أجنبية ويتشبَّه بالأجانب دون أن يترجم لنا كتباً في فنِّه، أو يسجِّل لبلادنا مكتشفات باسمه؟ وقد شمل كيدهم عدداً من المسؤولين الذين أدركوا أنَّ مسايرة هذا التَّيار طريق إلى المنصب وسبب في البقاء فيه وإن صدر قرار الإعفاء مراراً، أو أخطأ المسؤول ونهب وضيَّع العمل الموكل إليه، وكان للدَّعوة وحفظ القرآن سهام من كنانتهم المليئة بالنِّبال المسمومة، ولو انصرف جَلَدهم إلى إصلاح دنيانا دون إفساد ديننا لنافسنا دول آسيا المتقدِّمة. وفي وسائل إعلامنا وصحافتنا الورقية على وجه الخصوص فيض من التَّعالي ونشوة النَّصر في الإفساد والتَّغريب، وانغماس في جميع المسائل ولو كانت محظورة في قانون المطبوعات أو نظام الحكم؛ ولم يبقَ لصحافتنا إلاّ أن تناقش اختيار الملك وولي عهده! وهي صحافة فريدة غريبة؛ لأنَّها تتحدَّث بلسان واحد وفكر واحد ولا يوجد صحيفة ورقية واحدة تخالف النَّهج الصَّحفي السَّائد، وتضع وزارة الإعلام العراقيل وتفتعل الموانع أمام التَّرخيص لصحيفة تختلف عن الصُّحف الكثيرة التي تمثِّل أقليّة نافذة، فمَنْ ينشر العدل في ثقافتنا وإعلامنا؟ ومع قرب تكوين مجلس الوزراء الجديد؛ وتسمية شاغلي المراتب العُليا نتمنّى أن تؤخذ بعين الاعتبار التَّوجهات الفكرية للمرشحين، فتحذف الأسماء التي تتبنَّى أفكاراً منحرفة، أو لها مصالح خاصَّة، أو ذات ولاءات لا ترضاها الحكومة، أو المغموز عليها بفساد الذمة وسوء الإدارة. ولا زلت أستغرب من تغييب المتدين الكفؤ عن إدارة الوزارات والجامعات المتخصِّصة أو العامة، مع أنَّ القوة والأمانة من أهم شروط القيام بهذه الأعمال، ومَنْ توافرت فيه المعرفة والخبرة والأمانة فهو جدير بالخدمة العامة، حتى لا يغش الدَّولة- الحكومة والمجتمع- في أكل المال بالباطل، أو إساءة الإدارة وإهمال المتابعة، أو نخر عوامل وحدة المجتمع وقوته؛ وإنَّ الدِّين واللغة والتَّاريخ لأكبر ركائز هذه الوحدة التي يحاول المفسدون قرضها من كلِّ جانب، فاللهم سخِّر لبلادك وعبادك مَنْ يحمل على عاتقه تنكيس أعلام التَّغريب وإعلاء كلمتك، واجعل بطانته صالحين مصلحين ناصحين يراعون أنَّ أمتنا " أمة لها دين قيم، وشرع حكيم، ومجد لم يصف له التاريخ من نظير، لا يستقيم أمرها إلا لمن يغار على شرعها، أو يتودد لها باحترامه، والمحافظة على أصوله"([2]).
أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض الخميس 26 من شهرِ ذي الحجة الحرام عام 1431 ahmadalassaf@gmail.com
------------------------------------- ([1]) موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين ج5 ص 2121. ([2]) موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين ج5 ص 2123.
مَنْ يُنكِّس أعلام التَّغريب؟ |
أحمد بن عبد المحسن العساف |
كيف أستطيع أن أصلي الفجر ؟
كيف أستطيع أن أصلي الفجر ؟
محمد محمود عبد الخالق
فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة
فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة |
|
إبراهيم الحدادي |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد … فكثير من المسلمين - هداهم الله – لا يحسنون الكيفية الصحيحة للصلاة إما جهلاً أو عدم حرص على أدائها على الوجه المشروع …. ولهذا فإني أسوق لك الكيفية الصحيحة لأداء الصلاة في 28 خطوة ميسرة فاحرص على تعلمها وتعليمها لغيرك . قال الشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله : الصلاة: عبادة ذات أقوال وأفعال أولها التكبير وآخرها التسليم. وإذا أراد الصلاة فإنه يجب عليه أن يتوضأ إن كان عليه حدث أصغر، أو يغتسل إن كان عليه حدث أكبر، أو يتيمم إن لم يجد الماء أو تضرر باستعماله، وينظف بدنه وثوبه ومكان صلاته من النجاسة. كيفية الصلاة: 1 - أن يستقبل القبلة بجميع بدنه بدون انحراف ولا التفات. 2 - ثم ينوي الصلاة التي يريد أن يصليها بقلبه بدون نطق النية. 3 - ثم يكبر تكبيرة الإحرام فيقول: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه عند التكبير. 4 - ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى فوق صدره. 5 - ثم يستفتح فيقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد). أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك). 6 - ثم يتعوذ فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). 7 - ثم يبسمل ويقرأ الفاتحة فيقول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:1-7] ثم يقول (آمين) يعني اللهم استجب. 8 - ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ويطيل القراءة في صلاة الصبح. 9 - ثم يركع، أي يحني ظهره تعظيماً لله ويُكبر عند ركوعه ويرفع يديه إلى حذو منكبيه. والسنة أن يهصر ظهره ويجعل رأسه حياله ويضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع. 10 - ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن. 11 - ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه حينئذ إلى حذو منكبيه. والمأموم لا يقول سمع الله لمن حمده، وإنما يقول بدلها: (ربنا ولك الحمد). 12 - ثم يقول بعد رفعه: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد). 13 - ثم يسجد خشوعاً السجدة الأولى ويقول عند سجوده: (الله أكبر) ويسجد على أعضائه السبعة: الجبهة والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ويجافي عضديه عن جنبيه ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويتسبقل برؤوس أصابعه القبلة. 14 - ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن. 15 - ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً: (الله أكبر). 16 - ثم يجلس بين السجدتين على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى، ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويقبض منها الخنصر والبنصر، ويرفع السبابة ويحركها عند دعائه، ويجعل طرف الإبهام مقروناً بطرف الوسطى كالحلقة، ويضع يده اليسرى مبسوطة الأصابع على طرف فخذه الأيسر مما يلي الركبة. 17 - ويقول في جلوسه بين السجدتين: (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني). 18 - ثم يسجد خشوعاً منه السجدة الثانية كالأولى فيما يُقال ويُفعل، ويكبر عند سجوده. 19 - ثم يقوم من السجدة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويصلي الركعة الثانية كالأولى فيما يُقال ويفعل إلا أنه لا يستفتح فيها. 20 - ثم يجلس بعد انتهاء الركعة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويجلس كما يجلس بين السجدتين سواء. 21 - ويقرأ التشهد في هذا الجلوس فيقول: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) ثم يدعو ربه بما أحب من خيري الدنيا والآخرة. 22 - ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك. 23 - وإذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية وقف عند منتهى التشهد الأول وهو: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله). 24 - ثم ينهض قائماً قائلاً: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه حينئذ. 25 - ثم يصلي ما بقي من صلاته على صفة الركعة الثانية، إلا أنه يقتصر على قراءة الفاتحة. 26 - ثم يجلس متوركاً فينصب قدمه اليمنى ويخرج قدمه اليسرى من تحت ساق اليمنى ويُمكن مقعدته من الأرض، ويضع يديه على فخذيه على صفة وضعها في التشهد الأول. 27 - ويقرأ في هذا الجلوس التشهد كله. 28 - ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك. هذه المادة من رسالة بعنوان الصلاة الصلاة / ومعها ملحق للشيخ /محمد العثيمين / دار الوطن
فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة |
|
إبراهيم الحدادي |
إلى من يبحث عن علاج لداء العصر ( قسوة القلوب )
إلى من يبحث عن علاج لداء العصر ( قسوة القلوب ) |
|
تهاني البلوي |
• مراقبة الله تعالى في السر والعلن • التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى • الدعاء والإلحاح بالدعاء • تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة • المواظبة على قراءة القرآن والسنة النبوية • الصدقة ( الحرص على صدقة السر) • العطف على الفقراء والمساكين والأرمل والمسح على رأس اليتيم • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • بر الوالدين والإحسان لهما • صلة الأرحام • زيارة المرضى وتخفيف آلامهم بمواساتهم • زيارة مغاسل الموتى ( حضور تغسيل الأموات إذا تيسر ذلك ) زيارة المقابر ( للرجال فقط ) • ذكر الله تعالى • قيام الليل والحرص على ذلك • التواضع وحسن الخلق • التبكير إلى الصلاة • أداء النوافل • الجليس الصالح ( مجالس الصالحين ) • الحرص على التزود والأعراض عنها وأخذ الكفاية من متاعها • تذكر الجنة والنار • حب الخير للغير • عدم الانتقام للنفس والعفو عمن ظلمك • دعوة غير المسلمين إلى الإسلام • حفظ الجوارح عما يغضب الله • الكسب الحلال • سقي الماء • المساهمة قدر المستطاع في بناء المساجد • زيارة البيت الحرام لأداء العمرة مع الاستطاعة • تذكر الموت وسكراته
إلى من يبحث عن علاج لداء العصر ( قسوة القلوب ) |
|
تهاني البلوي |
رسـالـة إلى مريض
رسـالـة إلى مريض |
|
عبدالرحمن اليحيى |
نقلها أخوكم : الــفـــودري الرجاء الدعاء لمن كتب هذه الرسالة ، ولمن نقلها ، ولمن قرأها وأوصلها لمن يحتاجها . وإخلاص الدعاء في ظهر الغيب لكل من ابتلاه الله بالمرض .
رسـالـة إلى مريض |
|
عبدالرحمن اليحيى |
رسالة إلى من اٌبتلي بمشاهدة (الأفلام الإباحية)
رسالة إلى من اٌبتلي بمشاهدة (الأفلام الإباحية) |
|
ســلطان بن سـرَّاي الشمري |
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وصلاة وسلم على رسول الله .. وبعد : رسالة ملؤها الحب و الإخاء لكل من اٌبتلي بمشاهدة (الأفلام الإباحية) !! وبادئ ذي بدء اعلم يا رعاك الله ..أن من أسماء الله الحسنى الرقيب أي : المراقب ، المطلع على أعمال العباد ، الذي لا تخفى عليه خافية قال تعالى :﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ وقال تعالى :﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾ ووالله أيها الأحبة ، لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآيتين لكفت ، لمن استشعر عظمتها وأدرك معناه ﴿أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد﴾ الذي يراك أينما كنت ويعلم ما تخفي وما تعلن قال تعالى : ﴿إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ﴾ وقال تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ فأنت أنت يا من جلست أمام هذه المشاهد الفاضحة وترى الرجال والنساء يرتكبون الفواحش المغلظة بكل تفسّخ ومجون بأبشع صورها وأفضح مناظرها ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ فالفطر السليمة والأعراف المستقيمة تستنكر هذا وأنت ؟! تتلذذ بالنظر إلى هذه الأجساد الفاضحة، والله جل وعلا من فوقك مطلع عليك يرى حركاتك وسكناتك ويرى عيناك نعم عيناك وهما تحدِّقان بهذه الفاحشة وسمعك وهو يتمتع بأصوات البغايا وأنت !! غافل أو متغافل عن رقابة الله لك وشهود الله عليك ومنها جوارحك التي ستشهد عليك يوم القيامة يوم لا تخفى خافيه قال تعالى :﴿ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ﴾ عند ها تتكلم الجوار قال تعالى : ﴿ حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون﴾ فيخاطب المرء جوارحه ﴿ وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا﴾ لمَ يا عين تشهدين؟! لمَ يا سمع تشهد؟! ولكن الجواب أعظم ﴿ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ﴾ وذلك كله في مشهدا لا مثيل له فرحماك ربي .. أذاً أين استشعار شهود الله عليك ؟! أين استشعار رقابة الله تعالى لك ؟! أين الحياء من الله يا هذا ؟! ألست تستحي من أن ترى هذه المشاهد أمام الناس أو على أقل تقدير عند أمك أو أبيك أو بعض أهلك ؟! فمن أحق بهذا الحياء بالله عليك!! اعتقد أن الجواب واضح .. الله أحق ولا شك ؛ فتذكر اطلاع الله عليك وإن أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار واختفيت عن أعين البشر ، تذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ؛ إذا خَلَوتَ بريبـة في ظُلمةٍ *** والنفس داعيـة إلى العصيان فإستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني نعم .. إن الذي خلق الظلام يراني .. إن الذي خلق الظلام يراني .. إن الذي خلق الظلام يراني .. أذاً أحبتي ..الأمر خطير والاستمرار عليه اخطر فحكم هذا المشاهد الساقطة والمقززة لأصحاب الفطر السليمة إن صح التعبير محرمه بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، فإن الله جل وعلا قد حرم مجرد النظر إلى النساء الأجنبيات أو مخالطتهنَّ ولو لم يكن في ذلك شيء من الفاحشة؛ كما قال تعالى:﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نظرة الفجأة فقال:[ اصرف بصرك ]، بل أخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله أنه قال: [ لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك ] رواه مسلم. فهذا حكم النظر الذي يقع بين النساء والرجال الأجانب فكيف إذن بهذه الأجساد العارية وهي تعرض العورات المغلظة ، والدعوة الصريحة إلى الزنا الذي حرمه الله وإلى الرذيلة التي نزه الله تعالى عنها عباده المؤمنين الصالحين والتي من شناعتها أن الله عز وجل لم ينهى عن الوقوع فيه فحسب،بل نهى عن القرب منه فقال عز من قائل: ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُكَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: [ العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يشتهي ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ] متفق عليه. إذن فحكم مشاهدة هذه الأفلام هو التحريم القطعي الذي لا ريبة فيه لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، والأدهى من ذلك!! إشاعة هذه الفاحشة بين الشباب في الأماكن العامة سواءٌ كان ذلك على الدش أو النت أوعن طريق رسائل البريدية أو ما يسمى بـ(القروب) أو مقاطع الجوال أو غير ذلك قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ فالذين يحبون إشاعة الفاحشة بين المسلمين مجرد أنهم يريدون انتشارها فلهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، فما بالك بمَن يقوم ببث ذلك في بيوت المسلمين؟! فهذه دعوى للمعصية والفاحشة وهذه أشد وما علم هذا !! ان عليه وزره ووزر من عمل بعمله أو دعا له إلى يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم:[ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزر من تبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ] رواه مسلم وقال تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ وفي هذا الآية والحديث السابق بيان التحذير من عمل السوء والترغيب في عمل الخير، وأن الإنسان إذا سابق إلى الخير ودعا إليه فله أجر من عمله، وفيه التحذير من الشر والبدع والمعاصي؛ لأن من عمل المعاصي ودعا إليها فعليه وزره ووزر من عمل بها . وكما نحذر هؤلاء جميعًا من قول الله تعالى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ ومن المحزن أن بعض الشباب يتعاونون على ذلك من باب أن الصداقة تحتم عليهم هذا وما علم هولاء أنهم يتعاون على الإثم في الحقيقة وليس هذا من البر في شيء قال تعالى :﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ وعلى المشاهد أن يميز بين الخبيث والطيب، وبين الحلال والحرام ،ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإلا فهو شريكٌ لمَن بثَّ له هذه الإباحيات. أخي ..أختي: إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ..كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد فالنصيحة تقوى الله بسر والعلن والحياء منه، والحذر الحذر من سوء الخاتمة وفجأة هادم الذات ومفرق الجماعات فالموت لا يعرف كبير أو صغير صحيح أو سقيم قوي أو ضعيف يا رعاك الله .. وعلم أن التمادي في هذه الأعمال المستنكر والإصرار عليها كبيره من كبائر الذنوب فحذر ان تلقى الله عليه وعلم أن السعادة ليست بالأفلام الإباحية إنما السعادة كل السعادة بطاعة الله قال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ قال ابن كثير رحمه الله : وهذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، فهاهي السعادة يا رعاك الله.. أمام ناظريك وبين يديك..وحان الوقت لتنعم بالحياة السعيدة ولا شك ان الانغماس في وحل هذه المشاهد القبيحة والأفلام الخليعة ضد السعادة الحقيقة ومن موانعها ولها تأثيرها ومفاسدها الكبيرة على المرء في الدنيا والآخرة، فمن ذلك: · أنها دعوة صريحة إلى الفاحشة. · وأنها تُذهب المروءة وتسقط العدالة. · أيضاً تجعل الإنسان ينظر ليس فقط إلى عورات النساء بل وإلى عورات الرجال المغلظة. · أيضا تفسد الفطرة السليمة والأخلاق الكريمة. · وأنها تذهب الغيرة وتقتل الحمية في النفس وهذا من مفاسدها العظيمة. · أيضاًً الاستمرار عليها تفضي إلى ماهو اشد حرمه كذلك من طلب أوضاع محرمة كالجماع في الدبر وعن ابن عباس قال : قال رسول الله [ لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته في الدبر ] أخرجه ابن أبي شيبه والترمذي وحسنه، وللأسف إن كثيرا ممن ابتلي بمشاهدة هذه الأفلام الساقطة يشتهي أن يطبق ما يراه فيها، والواقع خير شاهد على ذلك. · أيضاً أثبتت الدراسات النفسية أن من يشاهد الأفلام الإباحية تتأثر نظرته للعلاقة الجسدية ولا يحصل على الإشباع الذي يحصل عليه من لا يشاهد هذه الأفلام. · أيضاً من المفاسد النفسية أن المدمن لهذه الصور ينتهي به الأمر إلى عدم الاستجابة لصورة عادية بل يبحث دائما عن الصور الأكثر شذوذا عن العادة , حتى يصل به الأمر إلى أن زوجته لا تثيره جنسيا و لا تحرك فيه شيئا و إن كانت أجمل الجميلات . · وأيضاً من المفاسد النفسية الشعور بالاكتئاب والعصبية في المزاج وسرعة الغضب والشعور بصداع شديد ومتكرر. · أيضاً من المفاسد انخفاض مستوى التركيز مما يضعف الذاكرة، ويجعل عملية الاستيعاب بطيئة جداً، كما تجعل الشخص أكثر عرضة لسرعة النسيان . · أيضاً من المفاسد أن الأفلام الإباحية أنه تسبب الأرق وقلة النوم، والسرحان الدائم نتيجة للانشغال بتلك الأفلام . · أيضا من المفاسد الشعور بالإرهاق والخمول والكسل والميل للعزلة والبعد عن الاجتماعات الأسرية. ومفاسدها كثيرة وأعظم من أن تحصر هنا. أخـيرا.. الواجب على الشاب المسلم أن يهدئ من ثورته الجنسية بالزواج إن كان قادرًا، وإلا كانت التهدئة بالبُعد عن كل ما هو مثير ومؤجج لشهوه أو الصوم فأنه له وجاء كما أوصى بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب.. من استطاع منكم الباءة- أي تكاليف الزواج- فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء" أي قاطع، رواه البخاري ومسلم.
اللهـم يا غافر الذنب وقابل التوب تقبل منا واغفر ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت كما نسال الباري جل جلاله أن يعافي كل من بتلي بهذه العادة السيئة وييسر أمره ويحصن فرجه ويطهر قلبه بمنه وكرمه .. اللهم آمــــين وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم. إعداد ســلطان بن سـرَّاي الشمري
|